لما كان القرآن الكريم هو المنبع الرئيس للغة العربية في فصاحتها وبلاغتها، والمصدر الرئيس للتشريع عند المسلمين، والكتاب الذي به يتعبد المسلمون ربهم؛ فقد انشغل عدد كبير من العلماء على مرّ العصور والأزمان بدراسته؛ يفسرون، ويؤصلون، ويستنبطون، ويتلونه بالقراءات والروايات المختلفة. ومع كثرة العلماء الذين اشتغلوا بعلوم القرآن الكريم؛ إلا أن دراسة روايات القرآن الكريم دراسة موازنة لا تزال تحتاج إلى مزيد بحث وتمحيص. أهــداف الدّراســة لقد هدفت الدراسة إلى تحقيق ما يلي: 1- التعريف بعلم القراءات، ونشأته، وتطوره. 2- إفراد هذين العالمين ببحث مستقل يوازن بين روايتيهما. 3- بيان وجوه الاتفاق عند الإمامين. 4- بيان وجوه الاختلاف عند الإمامين.، مع تعليل أسباب هذا الاختلاف. 5- إثراء مكتبة القرآن الكريم ببحث يوازن بين الروايات القرآنية. منهــج الدّراســة اتّبع الباحث في هذه الدراسة المنهج "الوصفي التحليلي"؛ بغرض الوقوف على وجوه الاتفاق والاختلاف بين روايتي الإمامين، مع تعليل وتحليل الأسباب التي أدّت إلى هذه الاختلافات بين الروايتين. خطّــة الدّراســة سارت الدراسة على النحو التالي: التمهيد: وقد استعرضت الدراسة فيها علم القراءات منذ نشأته وبدايته منذ عهد النبي (r)، إلى أن وصل إلى عصر ابن مجاهد في القرن الرابع الهجري؛ حيث قعّد له القواعد والأصول، واستقرّ علماً مستقلاً. الفصل الأول: وفيه عرضت الدراسة ترجمة وافية للإمام عاصم –شيخ الراويين، وثانية للإمام حفص، وثالثة للإمام شعبة؛ مبينةً جوانب مضيئة من حياتهم، ومكانتهم بين العلماء، وشيوخهم، وتلاميذهم، وسند قراءتهم، ووفاتهم. الفصل الثاني: عرضت فيه الدراسة للعلاقة بين علم القراءات وعلم الأصوات، وجهود اللغويين العرب والمسلمين في هذا الجانب، ثم بيّنت الدراسة وجوه الاتفاق بين روايتي الإمامين: أصولاً، ثم فروشاً حسب ترتيب المصحف الشريف. الفصل الثالث: عرضت فيه الدراسة للأسباب التي أدّت إلى الاختلاف بين الروايتين، ثم بينت فيه وجوه الاختلاف بينهما: أصولاً، ثم فروشاً حسب ترتيب المصحف. نتائــج الدراســة توصلت الدراسة إلى عدة نتائج، منها: 1- إنّ علمي التجويد والقراءات قد حظيا باهتمام كبير –قديماً وحديثاً-، ومع ذلك فإنهما يحتاجان إلى مزيد من البحث والعناية؛ وذلك لحاجة الناس المتجددة إلى تلاوة القرآن الكريم تلاوة صحيحة مُتقنة، حسب الأصول المتبعة في هذا المجال. 2- إن روايتي حفص وشعبة من أشهر الروايات الصحيحة التي يُقرأ بها في مشارق الأرض ومغاربها، على الرغم من كثرة الروايات التي أثبتها أهل العلم والأداء، والتي تزيد عن عشرين رواية صحيحة. 3- أخذ حفص وشعبة عن أصل واحد؛ وهو الإمام عاصم، ومع ذلك فإنه توجد اختلافات كثيرة بين الروايتين قد تزيد عن خمسمائة اختلاف، كما ذكر في بعض المصادر. وهذه الاختلافات تحتاج إلى تجلية وبيان؛ لتُضبط الكيفية الصحيحة لتلاوتها. 4- جاءت هذه الاختلافات موزعة على عدد من أبواب أصول القراءات القرآنية، مثل: باب المدّ، وباب الإدغام، وباب الفتح والإمالة. 5- جمع هذا البحث كل تلك الاختلافات من أصول وفروش، وحاول ردّ كلٍ منها إلى القاعدة التي بُني عليها، وبيان كيفية قراءتها، ووجهها من اللغة. 6- جميل أن تتظافر جهود عدد من الباحثين بتجلية كثير من الجوانب المتعلقة بالروايات المشهورة التي يُقرأ بها في مختلف البلدان العربية والأوروبية، مثل: روايتي ورش وقالون عن نافع، ورواية الدوري عن أبي عمرو. 7- وازن البحث بين الروايتين؛ مبيناً وجوه الاتفاق والاختلاف، ومعللاً أسباب ذلك الاختلاف.

• PhD and MSc Theses- Faculty of Art [600]